أبرزت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية جهود الإمارات للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة ووضع نفسها في قلب التحول العالمي للطاقة. وفي مقال لمراسلها في دبي، روري جونز، قالت الصحيفة: «إن الإمارات تبرز كواحدة من أكبر الدول تمويلا للطاقة النظيفة في العالم، وتسعى لأن تصبح قوة مؤثرة في مصادر الطاقة المتجددة كما هي حاليًا في مجال النفط والغاز». وسلطت الصحيفة الضوء بشكل خاص على حقيقة أنه بينما تركز الإمارات العربية المتحدة على مصادر الطاقة المتجددة، فإن الدولة مستمرة أيضًا كمستثمر رئيسي في النفط والغاز التقليدي كما نجحت الإمارات في تحويل تجربتها على صعيد الاستثمار في الطاقة الشمسية إلى إحدى أبرز التجارب العالمية نجاحاً، مسجلة أرقاما قياسية وإنجازات غير مسبوقة، لتتحول الطاقة الشمسية إلى نفط جديد سيطول الاعتماد عليه خلال العقود المقبلة بالنظر إلى المشاريع الضخمة التي حولت لون الصحراء الأصفر إلى ألوان ألواح الطاقة الشمسية الزرقاء.
وشملت تجربة دولة الإمارات في هذا الإطار إلى جانب كثافة وتعدد المشاريع العملاقة من حيث الحجم والطاقة المولدة، النجاح في تقليل تكلفة الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، مروراً بتسخير الطاقة الشمسية في خدمة مشاريع الصناعة المتقدمة.وعلى مستوى التكلفة، حققت الإمارات أرقاماً قياسية عالمية لأقل كهرباء مولدة بالطاقة الشمسية من حيث التكلفة خلال الأعوام الأخيرة، حيث سجلت خلال عام 2015 رقماً قياسياً بتكلفة 5.6 سنت أمريكي لكل كيلو واط ساعة، ولاحقاً في عام 2016 سجلت رقماً قياسياً بسعر 2.99 سنت لكل كيلو واط ساعة.. وكلاهما في دبي.
أما الرقم القياسي الأخير فسجل في عام 2020 بقيمة 1.35 سنت أمريكي لكل كيلو واط ساعة في أبوظبي لمشروع الظفرة للطاقة الشمسية ذي استطاعة 2 جيجاوات، وقد انخفضت التكلفة في وقت لاحق لتصل إلى 1.32 سنت أمريكي، وذلك حسب ماورد في تقرير «الهيدروجين من الخيال إلى الحقيقة» الصادر عن مؤسسة دبي للمستقبل.وتعمل دولة الإمارات على بناء محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، أكبر محطة مستقلة في العالم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ضمن موقع واحد حيث ستستخدم ما يقارب 4 ملايين لوح شمسي لتوليد طاقة كهربائية كافية لما يقارب 160 ألف منزل في مختلف أنحاء الدولة.
ويقع المشروع على بعد 35 كيلو متراً تقريبا عن مدينة أبوظبي وستدعم المحطة تنويع مصادر الطاقة المتجددة في أبوظبي من خلال رفع قدرتها الإنتاجية الإجمالية من الطاقة الشمسية إلى حوالي 3.2 جيجاواط، إضافة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للإمارة بأكثر من 2.4 مليون طن متري سنوياً، أي ما يعادل إزالة نحو 470.000 سيارة من الطريق.بدوره يمثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، والذي من المقرر أن تصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 حيث تشكل مشاريع المجمع أحد أهم مسارات استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تهدف إلى توفير 75 في المئة من إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050.
و في يناير الماضي وقعت هيئة كهرباء ومياه دبي وشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، اتفاقية للبدء بإنتاج الألمنيوم في مصهر الشركة باستخدام الطاقة النظيفة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، في إنجاز جديد يجعل دولة الإمارات أول دولة في العالم تنتج الألمنيوم باستخدام الطاقة الشمسية.وستزود هيئة كهرباء ومياه دبي شركة الإمارات العالمية للألمنيوم ب 560,000 ميجاوات ساعة من الكهرباء من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية سنوياً، ما يكفي لإنتاج 40 ألف طن من الألمنيوم في العام الأول مع إمكانية التوسع بشكل كبير مستقبلاً.. وستقوم شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بتصدير الألمنيوم الذي يتم إنتاجه باستخدام الطاقة الشمسية للمتعاملين حول العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق