أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن 7 ملايين شخص نزحوا من مناطقهم جراء الجفاف الشديد، مطلقاً مبادرة لزراعة 5 ملايين شجرة ونخلة، كما أعلن "رؤية العراق 2030" لمواجهة تغير المناخ وقال السوداني خلال افتتاح "مؤتمر العراق للمناخ" الذي تستضيفه محافظة البصرة على مدى يومين بمشاركة دولية وإقليمية، إن "التغيرات المناخية التي تمثلت في ارتفاع معدلات درجات الحرارة وشُحّ الأمطار وازدياد العواصف الغبارية مع نقص المساحات الخضراء، هددت الأمن الغذائي والصحي والبيئي والأمن المجتمعي".
وشدد على أن الأولوية الوطنية للحد من تغير المناخ تتمثل في "تقديم المساهمة المحددة وطنياً لخفض الانبعاثات، وإعداد الاستراتيجيات الوطنية للبيئة والتنوع البيولوجي ومكافحة التلوّث"، لافتاً إلى أن الحكومة تعمل على إعداد "رؤية العراق 2030" للعمل المناخي.وأشار السوداني إلى أن المؤتمر الحالي يمثل "انطلاقة واعدة" في العمل البيئي والمناخي تتناسبُ مع حجم التحديات التي يواجهها العراق، مشدداً على أهمية متابعة كل ما يتعلق بتنفيذ الرؤية العراقية للعمل المناخي، وبصورة خاصة مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، وجهود الحفاظ على حقوق العراق في مياه نهري دجلة والفرات.
ودعا السوداني الدول الأطراف في الاتفاقات الدولية البيئية، إلى تعزيز بنود التعاون الدولي في الإدارة المشتركة لأحواض الأنهار العابرة للحدود، والحفاظ على حقوق الدول المتشاطئة، معتبراً أن الانفراد بالتحكم بالمياه في دول المنبع "يزيد من هشاشة الدول في مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية".السوداني قال إن الحكومة سعت ضمن برنامجها إلى منح الأولوية لمواجهة آثار التغيرات المناخية عبر عدد من المشروعات التي تسهم في تقليل الانبعاثات.
وتتضمن المشروعات "إنشاء محطات الطاقة المتجددة، وتأهيل مواقع الطمر الصحي المغلقة، ومشروعات مكافحة التصحر، وتقنيات الرّي المقننة للمياه، ومعالجات المياه الثقيلة".ولفت إلى أن الحكومة وقعت أخيراً عقود جولة التراخيص الخامسة، لاستثمارِ الغاز ووقف حرقه لخفض الانبعاثات الكربونية بنسب كبيرة، موضحاً أن الحكومة "ماضية في توقيع عقود لإنشاء محطات توليد الطاقة من المصادر المتجددة، لتغطي ثلث حاجة البلاد من الكهرباء بحلول عام 2030".
وأوضح السوداني أن المجلس الوزاري الاقتصادي سيتولى وضع إطارٍ زمني لتنفيذ استراتيجيات التنوع البيولوجي ومكافحة التلوث، ووثيقة المساهمة الوطنية لخفض الانبعاثات.وقال السوداني: "وجهنا بتوسعة المبادرة الوطنية لخفض الانبعاثات لتشمل مختلف القطاعات، وتشكل حُزمة مشروعات تقليل الزخمِ المروري في بغداد أحد الحلول لخفض الانبعاثات، كما أطلقنا مشروع تنمية الغطاء الطبيعي بهدف مكافحة التصحر من خلال تعاقدات مهمة مع شركات عالمية متخصصة".
وأكد أن محافظة البصرة "لها الأولوية" في تنفيذ هذه المشروعات بسبب وضعها البيئي الحرج، قائلاً إن "رعاية بيئة البصرة، هي المعيار لجدّية الحكومة في معالجة ملف التأثيرات البيئية"، إذ سيخصص مجلس الوزراء جلسات دورية لمتابعة تنفيذ الأجندة المناخية، وتنفيذ المشروعات البيئية.وحض رئيس مجلس الوزراء العراقي الدول الصديقة ومنظمات الأمم المتحدة كافة على "دعم العراق" في مواجهة آثار التغيرات المناخية، مشيراً إلى أن بغداد ستستضيف قريباً مؤتمراً إقليمياً لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين دول الإقليم لمواجهة التأثيرات المناخية.
0 Comments: