الاثنين، 8 ديسمبر 2025

ضمن برنامجه الثقافي.. قضايا المرأة تتصدر ندوات معرض العراق الدولي للكتاب

 

قضايا المرأة

ضمن برنامجه الثقافي.. قضايا المرأة تتصدر ندوات معرض العراق الدولي للكتاب


ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب، تتواصل الجلسات الحوارية والندوات الثقافية التي تهدف إلى إثراء البرنامج المعرفي للمعرض وفتح مساحات نقاش معمّقة حول قضايا المجتمع والمرأة والأدب والتحولات الفكرية في المنطقة، وسط حضور جمهور متنوع من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.

التاريخ الشفوي للنساء العراقيات

واحتضنت قاعة الندوات، جلسة بعنوان "حين تتكلم النساء.. يُكتَب تاريخ آخر للعراق"، قدّمتها الباحثة، نهلة النداوي وحاورها، أثير محمد شهاب.

وأوضحت النداوي أن "مشاركتها جاءت ضمن مشروع بحثي أشرف عليه المجلس العربي للعلوم الاجتماعية في بيروت بالتعاون مع الجامعة الأميركية، يهدف إلى توثيق التاريخ الشفوي للنساء في المنطقة العربية، مؤكدة تكليفها بتوثيق شهادات النساء العراقيات، واختيار جيل السبعينيات موضوعاً للدراسة، وهو الجيل المولود بين أربعينيات القرن الماضي وبدايات الخمسينيات".

وبيّنت أن "هذا الجيل يتمتع بخصوصية تاريخية فريدة كونه نشأ في أواخر العهد الملكي وتشكل وعيه مع قيام الجمهوريات وبدايات تأسيس الدولة الوطنية، ما جعل تجاربه الإنسانية والسياسية والاجتماعية شديدة العمق والتعقيد".

وأضافت أن "المشروع اقتصر على توثيق شهادة عشرين امرأة فاعلة في مجالات العمل السياسي والمجتمعي والمبادرات العامة، نتيجة صعوبة الوصول إلى عدد أكبر بسبب المرض أو الهجرة أو الامتناع عن الظهور الإعلامي، إلى جانب القيود الاجتماعية التي لا تزال تدفع الكثيرات إلى التحفظ عن الحديث".وأكدت أن "فقدان توثيق هذا الجيل يعني خسارة صفحة كاملة من التاريخ العراقي لم تكتب بعد"، مشددة على أن "نساء هذه المرحلة كن شهوداً على فترات السجون والنضال والعمل المسلح، وأسهمن في تثبيت مكتسبات تشريعية مهمة، من بينها قانون الأحوال الشخصية الذي شكّل ركناً أساسياً في حماية حقوق المرأة لعقود طويلة".

الثقافة الكردية وحضور المرأة

وفي السياق نفسه، أقيمت جلسة بعنوان "المشاركة الثقافية للمرأة الكردية في إقليم كردستان"، تحدثت فيها كردستان موكرياني وحاورها هەڤاڵ زاخۆيي.

وتناولت موكرياني "دور المرأة الكردية في الحفاظ على الموروث الثقافي واللغوي من خلال الحكايات الشعبية والقصص والأساطير التي تنتقل عبر الأمومة والأدب الشفاهي من جيل إلى آخر"، مؤكدة أن "هذه الوظيفة الثقافية جعلت من المرأة حاملة للإرث القديم وناقلة له إلى الأجيال الجديدة".

واستعرضت "تطور ما يعرف بالأدب النسوي في البيئة الكردية عبر مراحل مختلفة، بدءاً من مرحلة الدفاع عن حقوق المرأة التي تصدى لها شعراء ورواد في القرن التاسع عشر، وفي مقدمتهم حاجي قادر كويي، مروراً بجيل منتصف القرن العشرين الذي برز فيه الشاعر شيركو بيكس بقصيدته "نسرين"، التي دعا من خلالها المرأة إلى كسر القيود الاجتماعية والتوجه نحو التعليم والعمل باعتبارهما زينتها الحقيقية".

وأكملت، أن "عدداً كبيراً من الشعراء والكتّاب الكرد تناولوا قضايا المرأة في نتاجاتهم الأدبية والمقالية"، مبينة أن "بعض الكاتبات لجأن في مراحل سابقة إلى النشر تحت أسماء مستعارة نسوية في ظل القيود الاجتماعية، وهو مسار يعكس حجم التحديات التي واجهتها المرأة في إيصال صوتها إلى المجال الثقافي العام".

الرواية وتحولات المجتمعات

وأيضاً، في قاعة الندوات، استمرت سلسلة هذه الجلسات بندوة بعنوان "تحولات لا تهدأ: كيف ترصد الرواية العربية تغيّر المجتمعات"، بمشاركة الكاتبة البحرينية، جليلة السيد والكاتبة الإماراتية، إيمان اليوسف، وأدارها حسين سعدون.

وقالت جليلة السيد: إن "الرواية تؤدي وظيفة مكملة للتاريخ، حيث يوثق المؤرخ الوقائع والأحداث بينما يتولى الروائي رصد التحولات الداخلية في وجدان الإنسان ومشاعره من خوف وألم وهواجس"، مبينة أن "الأدب يمنح التاريخ لونه ورائحته الإنسانية التي لا تظهر في التقارير والأرقام".

وأشارت إلى أن "عين الروائي قادرة على التقاط تفاصيل صغيرة لا يسجلها المؤرخ، رغم تأثيرها العميق في تشكيل الحياة الاجتماعية والنفسية للأفراد".

من جانبها، أكدت إيمان اليوسف، أن "الروائي يمتلك مساحة أوسع من الحرية مقارنة بالمؤرخ، الذي يبقى مقيداً بسياقات الوقائع والوثائق، في حين يستطيع الكاتب أن يناور سردياً مع الأحداث التاريخية، وأن يعيد تشكيلها فنياً ليقدّم قراءات متعددة للواقع وتحولاته"، موضحة أن "الرواية الخليجية والعربية انشغلت خلال العقود الأخيرة بقضايا العولمة والهجرة والتحولات الاجتماعية والثقافية بوصفها ظواهر مركزية في زمننا الراهن".

0 Comments: