تربط الإمارات وجورجيا علاقات صداقة وتعاون شاملة في عدة مجالات، كما أن الرسائل بين قيادات البلدين والزيارات المتبادلة لا تنقطع بما يعكس تلك العلاقات القوية.وقد بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة برسالة خطية إلى إيراكلي غاريبا شفيلي رئيس وزراء جورجيا تتعلق بعلاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها.
وذكر أن الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية بالإمارات سلم الرسالة إلى إليا دارشياشفيلي وزير خارجية جورجيا، وذلك خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي إلى العاصمة تبليسي على رأس وفد دولة الإمارات الذي يضم عدداً من كبار المسؤولين في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية وممثلي شركات القطاع الخاص ومجتمع الأعمال في الإمارات.
الزيودي بحث مع وزير الخارجية الجورجي خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجورجيا، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات، كما تبادل الوزيران الرؤى بشأن عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.العلاقات بين البلدين، أيضا شهدت محطة مهمة، تمثلت في لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بإيراكلي غاريبا شفيلي رئيس وزراء جورجيا الذي قام بزيارة عمل إلى الإمارات في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبحث رئيس دولة الإمارات ورئيس وزراء جورجيا علاقات الصداقة ومختلف جوانب التعاون بين البلدين وفرص تطويرها في المجالات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية والزراعية وغيرها من الجوانب الحيوية التي تحظى باهتمام متبادل ضمن خطط البلدين وتوجهاتهما التنموية.كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك.وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء أن دولة الإمارات حريصة على بناء علاقات تعاون وشراكات مثمرة مع الدول الصديقة خاصة في المجالات التي تتوفر فيها الفرص والإمكانيات التي تخدم الأهداف التنموية المشتركة.
وأعرب الجانبان عن تطلعهما أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من النمو لعلاقات التعاون الإماراتية- الجورجية، في ظل توافر العديد من المقومات التي يحظى بها البلدان، والتي ترفع سقف الطموحات للمضي قدما بعلاقاتهما إلى شراكة اقتصادية شاملة والتي أطلق البلدان الجولة الأولى من محادثاتها خلال سبتمبر/أيلول الماضي.ووقعت الإمارات وجورجيا، في يوليو/تموز 2021، اتفاقية تتعلق بتعزيز التعاون في المجالات الأمنية ومكافحة الجريمة والاتجار بالبشر.
الاتفاقية تم توقيعها خلال لقاء افتراضي بين الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، وفاختانغ جوميلوري وزير الشؤون الداخلية في جورجيا.وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات الأمنية والشرطية لا سيما في مجالات تعزيز السلامة المرورية، وكذلك مكافحة الجريمة بأشكالها كافة بما فيها الاتجار بالبشر والجرائم السيبرانية وجرائم غسل الأموال ومكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وجرائم الاستغلال الجنسي، إلى جانب تبادل الخبرات في مجالات استخدام التقنيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز العمل الشرطي.
وفي سبتمبر/أيلول 2018 وقعت الإمارات وجورجيا مذكرة تفاهم مشتركة بشأن المشاورات السياسية المشتركة، ووقعها من جانب الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، ومن الجانب الجورجي وزير الخارجية ديفيد زالكالياني.وبفضل توجيهات القيادة الإماراتية أعلن البلدان اليوم إنجازهما بنجاح محادثات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما والتي ستطلق حقبة جديدة من الشراكة التجارية والاستثمارية، وتوفر العديد من الفرص الواعدة لمجتمعي الأعمال في البلدين بالعديد من القطاعات.وتتميز العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وجورجيا بالتنوع، وإعطاء فرصة كبيرة وواعدة للقطاع الخاص في البلدين.
ففي عام 2022، بلغت قيمة التجارة البينية غير النفطية 468 مليون دولار، وهو ما يمثل نمواً قياسياً بنسبة 110% مقارنة بعام 2021.وتشكّل دولة الإمارات الآن أكثر من 63% من إجمالي حجم تجارة جورجيا مع الدول العربية، في حين أن استثمارات دولة الإمارات في جورجيا تشكل ما نسبته 5% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر، مما يجعل دولة الإمارات سادس أكبر مستثمر عالمي في جورجيا.كشفت دولة الإمارات وجورجيا في بيان مشترك عن إعلان إنجاز المحادثات الرامية، للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين الدولتين، والتي تؤسس لحقبة جديدة من علاقات تجارية واستثمارية أعمق وأقوى وأكثر تكاملاً بين البلدين.
وتم توقيع البيان المشترك في العاصمة تبليسي خلال زيارة الوفد الإماراتي رفيع المستوى إلى جورجيا، والتي تضمنت المشاركة في منتدى الأعمال الإماراتي الجورجي.وستعمل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وجورجيا، عند توقيعها ثم دخولها حيز التنفيذ لاحقاً، على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية وتنويعها من خلال إلغاء التعريفات الجمركية أو تخفيضها بشكل كبير وإزالة الحواجز غير الجمركية ودعم تجارة السلع والخدمات والاستثمار.اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وجورجيا ستتيح فرصًا جديدة مهمة للقطاع الخاص في كلا البلدين.
وتمثل الاتفاقية المهمة مع جورجيا خطوة كبيرة أخرى نحو الأمام في الخطط المتعلقة بالتجارة الخارجية لدولة الإمارات والهادفة إلى توسيع شبكة الشركاء التجاريين في أسواق ذات أهمية استراتيجية إقليمياً وعالمياً.ويقوم اقتصاد جورجيا على مبادئ السوق الحرة التي تتيح العديد من الفرص الواعدة للمصدرين والمستثمرين، ونتطلع إلى تطوير الفرص في القطاعات ذات الأولوية مثل الزراعة والنقل والسياحة والطاقة المتجددة والتجارة الإلكترونية.ويلتزم البلدان بتعزيز منظومات الأعمال لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر ودعم الابتكار وتسريع التنويع، حيث تعد الاتفاقية منصة لتبادل المعرفة والمشاريع المشتركة التي من شأنها أن ترفع جاهزية الاقتصاد الوطني لمواجهة المستقبل وتقود إلى نمو مستدام طويل المدى.
اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وجورجيا ستكون مفيدة لكلا البلدين، حيث يمكن أن تكون جورجيا بوابة للشركات الإماراتية إلى أسواق المنطقة المحيطة، من خلال الموقع الجغرافي وبيئة الأعمال التي توفرها؛ ومن ناحية أخرى، ستوفر الاتفاقية فرصاً موسعة لتعزيز وتطوير الصناعات المختلفة في جورجيا وزيادة وتنويع الصادرات الجورجية.ويؤكد إنجاز محادثات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وجورجيا في 3 جولات فقط عمق العلاقات بين البلدين، وتوفر الرغبة المشتركة من الطرفين لتعزيز العلاقات الثنائية الراسخة بالفعل.وستكون هذه الاتفاقية بمثابة أساس متين لمزيد من تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.